عرض المقال
يا منتظر رضا الغرب يا منتظر الشروق من الغرب
2013-08-12 الأثنين
سؤال إلى أمريكا وأوروبا وكل من يطبطب على الإخوان بدعوى أنهم فصيل وطنى يعتصمون سلمياً فى رابعة والنهضة: هل يستطيع أى مواطن أمريكى أن يجلس هو وأسرته فى منتصف الشارع لمدة خمس دقائق؟
هل يتمكن أى أوروبى من بناء حائط خرسانى فى ميدان؟!
هل من الممكن فى أى بلد يستحق صفات البلد ومقومات الدولة ومعايير الوطن أن يتجمع آلاف بالسلاح فى منطقة سكنية يشربون ويأكلون ويخرجون فضلاتهم ويستحمون ويتناسلون ويصنعون المولوتوف ويجهزون الأسلحة ويشتمون ويشمتون فى جيش بلدهم؟
إذا أجابنى مواطن أوروبى أو أمريكى بالموافقة سأعلن اعتذارى على الملأ وأقول عن اعتصام رابعة إنه حفلة تنكرية!
أرسل لى د.يحيى طراف، أستاذ جراحة عظام الأطفال، معبراً عن ضيق الكثيرين من التلكؤ والرخاوة التى تتعامل بها الدولة مع هذا الإرهاب، تقول الرسالة:
إذا استمرت السلطة المصرية لا تفعل شيئاً إزاء اعتصام رابعة المسلح، انتظاراً لاقتناع الغرب بحقها المشروع فى فضه. وإذا ظلت كلما همت أن تخطو خطوة فى الاتجاه الصحيح المعروف لحسم الموقف، تنظر وتتطلع إلى صورتها وشكلها فى عيون الغرب، فلا تخطوها حتى ترى الغرب غير معترض؛ فإنها لن تنجز شيئاً، وسيستمر الوضع كما هو عليه، ومع تقادم الوقت حتماً سوف يسوء.
لو توهم أحد أن ضوءاً أخضر سوف يبزغ غداً أو بعد غد من ناحية الغرب لمصر كى تمارس حقها المشروع فى ضرب الإرهاب المسلح الذى استوطن قلب عاصمتها ويؤذن بانهيار دولتها، فهو جد واهم. الغرب يتحدث عن «وقف العنف المتبادل» وعدم إراقة الدماء، وانتقلت عدوى هذا الخطاب الماسخ إلى بعض القيادات السياسية المصرية التى كانت فى الشارع يوم ٢٦ يوليو!
هذا التوصيف للمشهد المصرى هو ما يريده الإرهابيون. ومن العار أن تُختزل حرب مصر المشروعة على الإرهاب المحلى إلى كلمة عنف يقابله عنف، ولم نسمع من الغرب نقداً مماثلاً لدافيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا حين قال فى أغسطس ٢٠١١ «لن نسمح لدعاوى حقوق الإنسان الزائفة أن تعترض طريقنا»، وكانت بلاده تضرب بكل قوتها شغباً فى شوارع لندن، لم يبلغ فى عنفوانه معشار ما بلغه إرهاب رابعة المسلح، ولا كان ليعيرهم أذنه لو فعلوا. وقال «لن نسمح لثقافة الخوف أن تستوطن شوارعنا». ولقد نصر كاميرون، بعزمه وعزيمته ويقينه أنه على الحق، شعبه على الإرهاب، وأمنه من الخوف. فمن لمصر بمن يملك العزم والعزيمة واليقين، والإيمان بالشعب، فلا يلقى بالاً إلى المرجفين، بلداناً أو أشخاصاً، ويمضى لتحرير مصر من الإرهاب، ويمحو الخوف من شوارعها؟